آيات العقل – أفلاطون

Posted in 1 by drhous on 30 أكتوبر 2009
الطرق الثلاث للتأمل « آيات العقل – أفلاطون

لطرق الثلاث للتأمل

يوجد ثلاث طرق يحاول الطامحون من خلالها الدخول إلى درب التأمل : طريق الحقيقة و الصدق sathwika-marga ) ( , طريق العِشق و العاطفة ( rajasika-marga ) , و طريق الجهل ( thamasika-marga ) .

طريق السكينة ( الصفاء و النقاء ) .

على هذا الطريق , يعتبر الإنسان ترديد اسم الله و التأمل واجب و يتحمّل أيّ قَدْرٍ من الصعوبات من أجل غايته , مقتنعاً تماماً أن كل هذا مجرّد وهم , لذلك فهو يفعل الخير و الفضيلة تحت كل الظروف و في كل الأوقات . رغباته فقط الخير للجميع و مُحِبّ دائماً للكُلّ , يقضي الوقت دون انقطاع في ذِكر الله و التأمل لَهُ . لا يطلب حتى ثمرة الذكر و التأمل , يتركها جميعاًً لله .

طريق العاطفة التي لا تهدأ ( التململ و الضجر ) .

هنا , يتوق الإنسان إلى ثمرة عمله في كل خطوة . إذا لم تتوفر الثمرة عندها , تدريجياً , سيغلب على الطامح الروحي الارتخاء و اللين و سيختفي الذكر و التأمل شيئاً فشيئاً .

طريق الجهل .

هذا الطريق هو الأسوأ . سيأتي الإله إلى الذاكرة فقط في أوقات الخطر أو في المعاناة الحادة أو عندما يكون الإنسان ضحية الضياع و الألم . في مثل هذه الأوقات مثل هذا الشخص يُصلّي و يَنْذُر و يتعهّد بالاستعداد لهذه العبادة (puja) , يقدم هذا الطعام الخاص , أو يبني هذا المعبد للإله . سيقوم المرء بحساب كمية الطعام التي قدمها للإله , الهدية التي وضعها عند قدمي المعلم الروحي , عدد الركعات التي قام بها , و عدد المرات التي دار بها حول المقام – و يطلب مكافآت مناسبة ! بالنسبة للذين يتخذون هذا الوضع في التأمل , لا يمكن للفكر و الذكاء أن يكونا نقيّين .

معظم الناس الآن يتبعون في ذكر اسم الله و التأمل فقط طرق العاطفة , الانفعال و الرغبة , الضجر و التململ , الكآبة و الكسل , طرق الجهل . الغاية الفعلية لترديد الاسم الإلهي و التأمل هو تنقية و تصفية الفكر و الذكاء . و من أجل الحصول على هذا الطريق الأول هو الأفضل : التأمل الصافي النقي . عندما يصبح الفكر و الذكاء أنقياء , سيشعّان بعظمة فهم الروح .
من يُشِعُّ بداخله هذا الفَهم يدعى الحكيم rishi .
العارف بالروح سيصبح هو الروح نفسها ( Brahmavid Brahmaiva bhavathi ) .
غاية الحياة , التي تجعل الحياة تستحق العناء , هو إدراك الروح , و بعبارة أخرى , الأساس لروح الفرد ( النفس jiva ) .

الحاجة للتدريب الجسدي و الفكري

يوجد علاقة متبادلة بين وضع الجسد و أساليب الفكر . لذا المشاعر الداخلية للناس ستكون ظاهرة من خلال أجسامهم المادية . وِقفة و مظهر الجسم يساعدنا لنكتشف هذه المشاعر . لنأخذ مثالاً : بخاصرة مطوّقة بحزام , أكمام قميص ملفوفة , و اليدين مقبوضتين , لا يمكن إظهار الحب أو التفاني . بِرُكْبتين مثنيتين , العينان نصف مغلقة , و اليدين مرفوعة للأعلى فوق الرأس و الكفّان متشابكتان , هل من الممكن إظهار الغضب أو الكره أو القسوة ؟

لذلك كان الحكماء الأجلاء قديماً يخبرون الطامح الروحي أنه من الضروري أثناء الصلاة أو التأمل اتّخاذ الوضعية الجسدية المناسبة . فقد رأوا أنه من الممكن السيطرة على تمرّد و تقلّب الفِكر بهذه الطريقة .
بالطبع , بالنسبة للطامح الروحي المتمرّس , التأمل سهل في أي وضعية , لكن بالنسبة للمبتدئ هذه الوسائل الجسدية ضرورية .

التدريب الجسدي و الفِكري يجب أن يُجتاز فقط لكي يُرمى فيما بعد كمجرّد وسيلة لبلوغ الروح الأبدية الحقيقية . و إلى أن يتحقق ذلك يجب أن يُمارَس الانضباط الروحي بثبات و انسجام .

إلى أن يُدرَك هدف التأمل , يجب إتّباع التمرين على وضعيات الجلوس التي ثبتت صحتها ( asanas ) . يجب الالتزام بالمنهاج التعليمي الخاص حتى ذلك الحين .
بعد بلوغ الهدف – أي بعد الانتصار على الفِكر و الذكاء و إخضاعهما للسيطرة – يستطيع المرء أن ينغمس في التأمل حيثما يجد نفسه : على السرير , على الكرسي , على صخرة , أو في عربة .
إذا تعلمت ركوب الدراجة , تستطيع أن تقودها في أي طريق و في كل الظروف . لكن إذا كنت لا تزال تتعلم , فمن أجل سلامتك و سلامة من حولك , عليك أن تختار ميداناً عريضاً و أن تتبع مبادئ محددة في التوازن , هذا أساسي . كذلك , أولئك الملتزمون بممارسة التأمل sadhana يجب أن يتبعوا منهجاً معيناً , لا يمكن إجراء أي تغيير في هذا الأمر . لذلك , التململ و الضجر العاطفي و الأوضاع المكتئبة الجاهلة لا يمكن أبداً أن تعتبر تأملاً . إذا أصبحت التجربة الروحية نقية صافية و مطمئنة بشكل كامل فهذا هو الأفضل .

من الصعب أن تصف أي شيء بكلمات , و قد يسبب ذلك الملل , لكن أن تظهره من خلال الفعل أسهل و أكثر روعة ! أن تجعل الناس يفهمون من خلال القيام بالتأمل أفضل من التحدث عنه ! كتابتي عنه و قراءتك له لن تجعله سهلاً .

من خلال التأمل يصل الناس إلى التجربة المقدسة السامية لإدراك الروح بداخل أنفسهم . من خلال التأمل يستطيع الطامحون الروحيون أن يتخلوا عن أغلفة الجهل , طبقة بعد طبقة . إنهم يبعدون إدراكهم الحسي عن الارتباط بالممارسات المادية الدنيوية . العملية التي تهدف إلى هذا الإنجاز المقدس تسمى تأمل .

من أجل هذه العملية على الفرد أن يتزوّد بالعادات الجيدة الصالحة , التهذيب و ضبط النفس , و الهدف النبيل السامي ( القدوة العليا ) . يجب على المرء أن يكون ممتلئاً بالتخلي تجاه الأشياء الدنيوية و إغراءاتها . مهما كان الحال , على المرء أن يرشد نفسه بالحماس و الفرح . مهما كان الفعل يجب أن يُكرّس لا لتدبير وسيلة العيش لكن من أجل كَسْب الغبطة الروحية Atma-ananda . على الفرد أن يمرّن نفسه على اتخاذ وضعية جلوس جيدة asana . لتجنب توتر الجسد . لإراحة الفكر من وزن و ضغط الجسد . هذا ما يستحق أن يُدعى الممارسة التأملية النقية sathwika dhana sadhana . ضبط النفس ( التهذيب , الانضباط ) ضروري جداً من أجل هذا .

من كتاب التأمل DHYANA VAHINI للحكيم شري ساتيا ساي بابا …

أضف تعليق